افتتح المكتب السياسي لحزب التقدم والإشتراكية أشغال اجتماعه الدوري، المنعقد يوم الإثنين 2 أبريل 2018، بالتطرق لملف القضية الوطنية وما يعرفه من تطورات، وذلك على ضوء تقرير مفصل تقدم به الرفيق الأمين العام للحزب.
وفي أعقاب نقاش معمق ، استحضر التطورات الأخيرة وخاصة المناورات اليائسة لخصوم وحدتنا الترابية والإستفزازات المتكررة الأخيرة بالمنطقة العازلة، وكذا مختلف الأبعاد والتحديات المتعلقة بالموضوع، يعبر المكتب السياسي للحزب عن إدانته الشديدة لكل المحاولات الهادفة إلى التأثير على الوضع القائم، ويدعو إلى التصدي لها، ويطلب من الهيئات الأممية المختصة بتحمل مسؤولياتها الكاملة بهذا الخصوص. كما يؤكد المكتب السياسي على أن الجواب الوحيد على مناورات الخصوم ورفع ما ينتظرنا من تحديات، هو الجواب القائم على الصرامة والحزم والتعبئة، استنادا إلى الإجماع الوطني حول عدالة قضية وحدتنا الترابية، وبما يمكن من المضي قدما في مسار التسوية الأممي في نطاق الحل السياسي والمبادرة المغربية المقدامة والجدية وذات المصداقية المتعلقة بالحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية و الوطنية لبلادنا .
وإذ يستحضر المكتب السياسي التضحيات الجسام التي قدمها الشعب المغربي على امتداد عقود دفاعا عن مغربية الأقاليم الجنوبية الغربية لبلادنا، ويسجل باعتزاز ما تحقق من انتصارات ومكتسبات، فإنه يدعو إلى مواصلة هذه التعبئة الوطنية القوية، في إطار جبهة داخلية متينة ، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، قوامها الإشراك الفعلي والهادف لمختلف القوى الحية في الدفاع عن القضية الوطنية، في إطار ديبلوماسية رسمية و موازية مناضلة وناجعة، والعمل على ضخ نفس ديمقراطي جديد في الوضع العام ببلادنا، نفس ديمقراطي جديد مستمد من روح دستور 2011 ومن مضامينه المتقدمة، بما يمكن من تصفية الأجواء السياسية، وتعزيز المسار الديمقراطي، و إنجاز الإصلاحات المطلوبة على كافة المستويات المؤسسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكي يظل المغرب قويا بعدالة قضيته الوطنية، ولكي يصير أقوى بنموذجه الديمقراطي القائم على العدالة الاجتماعية والمجالية وانفتاحه على محيطه القاري والدولي، وسعيه الدؤوب إلى الحفاظ على الشرعية و السلم الدوليين .
واعتبارا لأهمية الموضوع، أوكل المكتب السياسي لفريق عمل يضم عضوات وأعضاء منه مهمة تتبع تطورات الملف قصد اتخاذ مايلزم من مبادرات سواء على الصعيد الحزبي الداخلي أو على صعيد خارجي وطنيا و دوليا.
إثر ذلك، تطرق المكتب السياسي للتطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية جراء الإعتداءات العنصرية للاحتلال الإسرائيلي وإمعانه في الإجهاز على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العيش في أمن وسلام في إطار دولته المستقلة. وإذ يجدد المكتب السياسي للحزب التأكيد على مواقفه الثابتة الداعمة لكفاح الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المغتصبة وإجلاء الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، فإنه يدعو المنتظم الأممي وكل قوى السلم والحرية عبر العالم إلى ممارسة كل أنواع الضغط الممكن على الكيان الاسرائيلي المحتل لحمله على احترام كل المقررات الدولية ذات الصِّلة بالحقوق الفلسطينية المشروعة .
بعد ذلك، واصل المكتب السياسي العمل التحضيري للمؤتمر الوطني العاشر للحزب المقرر التئامه في 11و12و 13 ماي 2018 ببوزنيقة تحت شعار “نفس ديمقراطي جديد” حيث استعرض مختلف التحضيرات المنجزة، ودقق برنامج العمل لشهر أبريل الجاري وقرر بالخصوص عقد اجتماع خاص لضبط برنامج المؤتمرات الإقليمية يوم الأربعاء 4 أبريل الجاري يترأسه كل من الأمين العام للحزب و رئيسة و رئيس اللجنة التحضيرية الوطنية.