تناول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية يوم الثلاثاء 10 يوليوز 2018 مجمل ملامح الوضع السياسي الوطني، وخصص الحيز الأوفر من أشغاله للحياة الداخلية للحزب بناءً على مداولات اجتماعاته السابقة، واستنادًا إلى الخلاصات التركيبية للقاءين الوطنيين اللذين نظمهما الأسبوع المنصرم.
وفي تقييمه العام، سواء للقاء الخاص بالمكاتب الوطنية للقطاعات السوسيومهنية الموازية للحزب الملتئم يوم الخميس 5 يوليوز الجاري، أو اللقاء الوطني لكتاب الفروع الإقليمية والمحلية المنعقد يوم السبت 7 يوليوز، يعبر المكتب السياسي عن ارتياحه لنجاح المحطتين الداخلتين معا، مهنئا جميع المناضلات والمناضلين الذين ساهموا خلالهما بمقترحاتهم وإضافاتهم النوعية.
ويؤكد المكتب السياسي على أن أهم خلاصة مستخرجة من اللقاءين هي أن القناعة الجماعية لدى كافة مستويات الحزب ومكوناته باتت أكثر ترسخا في أن الحضور التنظيمي والانتخابي للحزب يتعين أن يرتقي إلى مستوى إشعاعه السياسي والفكري والاقتراحي المثير للاعتزاز، وذلك من خلال إعمال مقاربات الوفاء للمبادئ وللخط السياسي للحزب ومواقفه، وتبني نضال القرب والتأقلم مع المعطيات والتغييرات المجتمعية المختلفة، بما يُمَكِّنُ الحزب من ترسيخ تجذره وتقوية تنظيماته والارتقاء بنتائجه الانتخابية، مع ما يتعين أن يصاحب ذلك من مجهود على صعيد مالية الحزب، ومن رؤية وممارسة تواصلية ناجعة ومؤثرة.
في ذات السياق، أعاد المكتب السياسي تأكيده على عزمه مواصلة نهج أسلوب الصرامة الديموقراطية المؤسَّسَة على مبادئ الحكامة الحزبية الداخلية وعلى ربط المسؤولية التنظيمية بالمحاسبة المؤسساتية، من أجل القطع مع الاختلالات التي تعتري الجوانب التنظيمية للحزب، بشكل لم يعد مقبولا، لاسيما وأن مُخرجات ومقررات المؤتمر الوطني العاشر تحمل من الإمكانيات ما يتيح اتخاذ وتفعيل كل المبادرات والإجراءات الكفيلة بتجاوز أية وضعية جمود أو ارتباك أو إخلال بالواجبات النضالية والتنظيمية المُتعاقد بشأنها سياسيا وأخلاقيا ونضاليا وتنظيميا، سواء على مستوى الأداء الفردي أو على صعيد النجاعة الجماعية.
وفي نفس السياق، شدد المكتب السياسي على أن جميع تنظيمات الحزب وهيئاته وقطاعاته السوسيومهنية ومنظماته الموازية مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، إلى الانفتاح على مختلف الطاقات والكفاءات المجتمعية في مختلف المجالات والميادين، إسهاما في تأطير المواطنات والمواطنين، وحمل همومهم وقضاياهم اليومية، وكذا في تجاوز وضعية القلق المرتبطة، في جزء منها، بضعف التأطير السياسي خاصة والوساطة المجتمعية عموما.
كما دعا المكتبُ السياسي كافة التنظيمات والقطاعات والمنظمات الحزبية إلى بلورة وتنفيذ برامج عمل سنوية وفق أرقام ومؤشرات قابلة للتقييم تنفيذا لمقررات المؤتمر الوطني العاشر والأهداف التي رسمها، وفي طليعتها ربح رهان الاستحقاقات الانتخابية المقررة في سنة 2021.
من جانب متصل، أقر المكتب السياسي، بعد التداول، منهجيةَ عملِ المكتب السياسي، كما أقر، أوليا وبناءً على ذلك، تقسيمَ المهام التي توزعت بين أقطابٍ ومسؤولياتٍ فردية.
ويتعلق الأمر بقطب القضايا السياسية والفكرية، قطب السياسات الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية، قطب التنظيم والقطاعات السوسيومهنية والمنظمات الموازية والتتبع التنظيمي للجهات، قطب الانتخابات، قطب التكوين وتنمية الكفاءات، قطب التواصل، فضلا عن مسؤوليات: العلاقات الخارجية، المالية، المجتمع المدني في بعده التنموي، المجتمع المدني في بعده الترافعي، العمل النقابي، قضايا المساواة والنساء، قضايا الثقافة، مغاربة العالم.
كما قرر المكتب السياسي أن يتقدم منسقُ كل قطب أو المسؤولُ عن أية مهمة، خلال الاجتماعات اللاحقة، بورقة عمل تحمل تدقيقات مضبوطة وتصورات عملية عن الأهداف والوسائل والكيفيات والمنهجية المتعلقة بكل مسؤولية على حدة.
من جهة أخرى، اطلع المكتب السياسي على التدابير المتخذة في ما يتصل بتنظيم الحفل التأبيني للرفيق الراحل أحمد لبيض يوم الجمعة 20 يوليوز 2018 بجماعة النخيلة -إقليم سطات- التي كان الفقيد رئيسا لمجلسها الجماعي، وكذا على الترتيبات المزمع القيام بها لتنظيم الحفل التأبيني للرفيق الراحل محمد بنصديق، بداية شهر شتنبر المقبل.