.بــــــــــــــــــيان المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
من مدينة الداخلة، حيثُ عقد رمزيًّا واستثناءً اجتماعهُ، يوم 18 نونبر 2025، بمناسبة الذكرى السَّبعين لعيد الاستقلال، بما يَرمُزُ إليه من دلالاتٍ وطنية عميقة، مُفعمَةٍ بمعاني الكفاح الوطني في سبيل التحرر وبناء الدولة الوطنية الحديثة القوية بديمقراطيتها، وبمعاني الدفاع عن توطيد الوحدة الترابية للوطن وتحصين سيادته؛
يستحضرُ المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الإنجازَ التاريخي والحاسم الذي حققته بلادُنا، من خلال القرار الأخير لمجلس الأمن، الذي كَرَّسَ الحُكمَ الذاتي في إطار السيادة المغربية الحَــــلَّ الأكثرَ قابليةً للتطبيق كأساسٍ وحيدٍ لطيِّ النزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية.
من مدينة الداخلة، وبالمناسبة، يُجدِّدُ المكتبُ السياسي لحزبِ التقدم والاشتراكية تقديرَهُ العالي للأدوار الريادية لجلالة الملك في تحقيق هذا التحُّول التاريخي والمصيري، مُستنداً في ذلك على تجنُّدِ كافة مكونات الشعب المغربي، بقِواه الحية وتضحياتِه الجسام ومجهوداته الجبارة، على مدى عقودٍ من الدفاع المستميت، في إطار إجماعٍ وطنيٍّ راسخ، في سبيل تثبيت وحدة الوطن وتُرابِه وسيادته.
ومن مدينة الداخلة، إذْ يترحَّمُ حزبُ التقدم والاشتراكية على الأرواح الطاهرة لشهداء الوطن، فإنه يُــحَـــيِّــي، بإكبارٍ وتقدير، جميعَ القواتِ الأمنية والعسكرية، من قواتٍ مسلحة ملكية، وأمنٍ وطني، ودَرَكٍ ملكي، وقوات مساعِدة، ووقايةٍ مدنية، على تَجَنُّدِها الدائم للدفاع عن حوزة الوطن وأمنه واستقراره، وعن سيادة ووحدة وسلامة أراضيه. كما يَتَوَجَّهُ الحزبُ بالتحية العالية إلى كافة المواطنات والمواطنين بكل أقاليمنا الجنوبية، المشهود لهم بالغيرة الوطنية الصادقة وبدفاعهم الدائم عن وحدة الوطن وسيادته.
ومن مدينة الداخلة، يؤكد حزبُ التقدم والاشتراكية على أن بلادَنا، بجميع مكوناتِها، تتطلعُ، بْشَوْقٍ ويَـــــــدٍ ممدودة، إلى حُلُولِ موعدِ احتضانٍ أخواتنا وإخواننا الموجودين في تندوف، على أساسِ أنَّ جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف، وبين إخوانهم داخل أرض الوطن، وعلى أساس أنَّ مشروع الحُكم الذاتي هو مشروعٌ وطنيٌّ دامج لكل الأبعاد التنموية والديمقراطية والحقوقية.
من مدينة الداخلة، وفي هذا السياق، يتمنى حزبُ التقدم والاشتراكية أنْ يُغَلِّبَ أشقاؤنا الجزائريون منطقَ العقل والحِكمة، وأن يستحضروا مستلزمات حُسن الجوار والمصير المشترك، للتفاعل إيجاباً مع سياسة اليد الممدودة لصاحب الجلالة باسم المغرب والمغاربة، وذلك من أجل تجاوز خلافات الماضي، بثقةٍ في المستقبل، والشروع في بناءِ المغرب الكبير المزدهر، لما فيه خيرُ ومصلحةُ أوطانه وشعوبه، ولنجعل معًا في ظل هذا الواقع الجديد من جهة الصحراء المغربية فضاءً لاحتضان مشروع تنموي رائد تستفيد منه كل بلدان وشعوب المنطقة.
ومن مدينة الداخلة، فإنَّ حزبَ التقدم والاشتراكية، المنخرط حاليا في المجهود الوطني لتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، يًــوَجِّهُ نداءً حارًّا وصادقاً إلى كافة المغاربة، من أجل ترسيخ التعبئة الوطنية ووحدة الصف، ومن أجل مزيدٍ من تمتين الجبهة الداخلية، باعتبارها صمَّام الأمان الأكثر موثوقية، حتى نتمكَّن من رفع التحديات اليوم والغد، ارتكازاً على المكتسبات المحققة.
ومن مدينة الداخلة، فإنَّ حزبَ التقدم والاشتراكية، الذي كرَّس مساره النضالي للدفاع عن وحدة الوطن وعن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ليُؤكد أنّ المغربَ يفتح اليوم صفحةً جديدة في مسيرته التحررية الوطنية.
من مدينة الداخلة، يؤكد الحزبُ على أنَّ إنجاحَ هذه المرحلة الجديدة يقتضي، بالموازاة مع توطيد الوحدة الترابية، الارتقاءَ بالمشروع الديمقراطي الوطني، والعمل على إحداثِ أجواء الانفراج في فضائنا السياسي، واتخاذ الخطوات الكفيلة بطيِّ جميع الملفات الحقوقية العالقة؛ وعلى توطيد بنائنا الديموقراطي والحقوقي، وعلى توسيع مجال الحريات الفردية والجماعية، وعلى المضي قُدمًا في إجراء جيلٍ جديدٍ من الإصلاحات، من خلال تفعيل التوجهات الديمقراطية للدستور في صيغته الحالية وما سيعرفه من مراجعة؛ وتحسين نظام الحكامة؛ وتخليق الحياة السياسية؛ وتكريس أدوار الأحزاب الجادة، والتطوير الفعلي للامركزية والجهوية المتقدمة واللاتمركز، والنهوض بكافة المجالات الترابية على أساس العدالة والإنصاف ومحاربة الفوارق المجالية.
ومن مدينة الداخلة، يؤكد حزبُ التقدم والاشتراكية على أنَّ إنجاحَ هذه المرحلة الجديدة يستلزمُ النهوضَ باقتصادنا الوطني، وإعمال دولة القانون في المجال الاقتصادي، وتعزيز قدراتنا على إنتاج الخيرات وخلق فرص الشغل، والرفع من وتيرة التنمية، على أساس العدالة الاجتماعية والإنصاف المجالي والتوزيع العادل والشفاف للخيرات.
حُرر بمدينة الداخلة في يوم الثلاثاء 18 نونبر 2025.



