بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ليوم الاثنين 20 أكتوبر 2025

تهنئة بمناسبة فوز أسود الأطلس الشباب بكأس العالم لكرة القدم

في مستهل اجتماعه الأسبوعي، يوم الاثنين 20 أكتوبر 2025، تَــــوَجَّـــــهَ المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بأحر التهاني للمنتخب الوطني لكرة القدم، بلاعبيه وكافة أطقمه ومكوناته، على الفوز الرائع والتاريخي بكأس العالم للشباب، بما أذكى مشاعر الفخر وأدخَــــلَ الفرحة إلى قلوب جميع المغاربة، داخل وخارج أرض الوطن.

وبهذه المناسبة السارَّة، يتمنى الحزبُ أن يَفتَحَ هذا الإنجازُ المستحق البابَ أمام إنجازاتٍ وبطولاتٍ أخرى بالنسبة لباقي فئاتٍ المنتخبات الوطنية لكرة القدم. كما يأمل في أنْ يُشكِّلَ هذا التتويجُ الأول من حجمه حافزاً إيجابياًّ لباقي الأنواع الرياضية، حتى تسير على نفس الخطى وتحقق ما هو منتظرٌ من ألقاب وإنجازات.

مشروع القانون المالي لسنة 2026: في الحاجة إلى تدابير وسياسات تعكِسُ فعلاً التوجهات العامة

في هذا الاجتماع، تناول المكتبُ السياسي، بشكلٍ أوَّلِي، موضوعَ مشروع القانون المالي لسنة 2026 الذي عرضته، يومه الاثنين، الحكومةُ على البرلمان.

وفي انتظار أنْ يعود الحزبُ إلى الموضوع، بتفصيل وتدقيق، بعد الدراسة المعمقة للتدابير والإجراءات المتضمَّنَة في هذا المشروع، فإنه يؤكد على أهمية التوجُّهات العامة لهذا الأخير، من حيث عناوينها ومحاورها، سواء فيما يتعلق بتوطيد المكتسبات الاقتصادية؛ أو بإطلاق جيل جديدٍ من برامج التنمية المجالية المندمجة؛ أو بتوطيد أُسُسِ الدولة الاجتماعية؛ أو بالإصلاحات الهيكلية الكبرى والحفاظ على توازنات المالية العمومية.

إن حزب التقدم والاشتراكية يؤكد على أن الحكومة يتعين أن تتحلى بأقصى درجاتِ الإرادة الفعلية، لتفعيل التوجهات المِقدامة التي وردت في الخطابيْن الساميين لجلالة الملك، بمناسبتيْ عيد العرش وافتتاح البرلمان، من أجل معالجة الإشكالات والنقائص التي تواجه العدالة الاجتماعية والمجالية.

في هذا السياق، سيظل سؤالُ المجتمع قائماً حول مدى قدرة الحكومة الحالية، في آخر أنفاسها، على الترجمة الفعلية لهذه التوجُّهات إلى سياسات عمومية ناجعة وذات أثر ملموس على حياة المواطنات والمواطنين، بما يتجاوز التصريح بإعلاناتٍ وأرقامٍ وأغلفة مالية ضخمةٍ وساطعة، في مقابلِ مُنجزٍ متواضع، كما هو شأن هذه الحكومة على مدى الأربع سنواتٍ الماضية.

إنَّ حزب التقدم والاشتراكية، الذي حرص منذ أربعة أعوام، على الاضطلاع بأدواره في تنبيه الحكومة ومساءلتها وفي تقديم الاقتراحات والبدائل، سوف يُواصِلُ ذلك، بنفس العُـــمقٍ والمسؤولية، بمناسبة دراسة ومناقشة مشروع القانون المالي الحالي، بإرادةٍ قوية في أن تتمكن بلادُنا، ارتكازاً على مكتسباتها المتراكمة، من رفع التحديات ومعالجة الإشكالات التي تواجهها.

في هذا الإطار، يؤكد حزبُ التقدم والاشتراكية على أنَّ تحقيق التطلُّعات نحو آفاق أفضل لبلادنا يستلزم توطيدَ البناء الديمقراطي والمؤسساتي وتوسيعَ فضاء الحريات والحقوق. كما يستدعي تعزيز أساليب وآليات الحكامة الجيدة. ويتطلب، كذلك، إجراءَ التحوُّل الاقتصادي المنشود، أساساً من خلال استثمارٍ عمومي ذي مردودية، واستثمارٍ خصوصي قوي قوامه دعمُ المقاولات الوطنية المسؤولة، بغاية تطوير القدرات الإنتاجية والصناعية وخلق فرص الشغل وتطوير الثروات التي يتعين توزيعها بشكلٍ عادل، في سعيٍ فعلي نحو ضمان العدالة الاجتماعية والانصاف المجالي، وإلى الارتقاء بالخدمة العمومية، ولا سيما المستشفى العمومي والمدرسة العمومية.

وسوف يعود الحزبُ، بشكلٍ دقيق، إلى المقومات التفصيلية لكل الواجهات الموضوعاتية والأسئلة الإصلاحية في إطار مساهمته في النقاش المؤسساتي والعمومي الذي سيجري حول مشروع قانون المالية، داخل البرلمان وخارجه، بارتباطٍ مع التقييم الموضوعي لمدى التزام الحكومة الحالية بالتزاماتها المعلنة.

في انتظار تفاصيل إصلاح منظومة الانتخابات: الحزبُ مدافعٌ مبدئي عن تمثيلية الشباب والنساء

من جانبٍ آخر، تابَـــــــعَ المكتبُ السياسي بعض التوجهات المعلنة بخصوص مراجعة القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب والقانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية، في انتظار التوفر على الصياغة الكاملة لمشروعيْ هذين النصيْن التشريعيين، قبل الخوض في مناقشتهما.

ويؤكد الحزبُ، على سبيل التذكير، على أنَّ مذكرته حول إصلاح المنظومة العامة للانتخابات تضمنت، من بين ما تضمنته، محوراً يرتبط باقتراحاته لتخليق الفضاء الانتخابي والمؤسساتي. كما تضمنت محوراً ترتبط اقتراحاته بالدفاع القوي والمبدئي عن تعزيز مشاركة وحضور النساء والشباب في مجلس النواب وفي كافة المؤسسات المنتخبة.

إلى ذلك، يؤكد الحزبُ على أن ممارسته العملية ترتكز، مما ترتكز عليه، على فتح الباب واسعاً أمم الشباب للترشح باسمه في مختلف الاستحقاقات الانتخابية.

مشروع القانون المتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي: ضرورة التطوير تجاوبًا مع انتظارات الساحة الجامعية

كما ناقش المكتب السياسي، على ضوء عرضٍ تمَّ تقديمه في الموضوع، مشروعَ القانون المتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي. وتوقف عند ما يَطرحه هذا النص، بصيغته الحالية، من أسئلةٍ هامة ترتبط باستقلالية الجامعية؛ والآليات الكفيلة بحِفظِ أدوار واختصاصات مجالس المؤسسات الجامعية؛ وبصَوْنِ مكانة الجامعة العمومية؛ وبجودة التعليم العالي والبحث العلمي؛ وبأشكال وشُروط مساهمة القطاع الخصوصي في هذا القطاع الحيوي.

على إثر ذلك، أكد المكتبُ السياسي على ضرورة تطوير صيغة مشروع هذا النص القانوني الهام، تجاوبًا مع انتظارات الساحة الجامعية. وقرر، في هذا السياق، تنظيمَ لقاءٍ دراسيٍّ حول هذا المشروع، من أجل تدقيق مقاربة الحزب إزاءه وتحديد كيفية التعامل معه في المراحل التشريعية.

فلسطين: تنديد باستفزازات الكيان الصهيوني ونداء إلى وحدة الصف الفلسطيني

من جهة أخرى، تناول المكتب السياسي تطورات الوضع بفلسطين. وبهذا الصدد ثَمَّنَ صُمود اتفاق وقف إطلاق النار أمام استفزازات الكيان الصهيوني الذي يبحثُ عن أيِّ مبررات للتملص من التزاماته في هذا الصدد. ويندِّدُ الحزبُ بكل الاعتداءات والعمليات العسكرية التي يقترفها الكيان الصهيوني حاليا في غزة، ولكن أيضاً في الضفة الغربية، بما يهدد استمرار هذا الاتفاق.

في الوقت نفسه، يُنادي الحزبُ المجتمعَ الدولي إلى الحرص على تنفيذ كافة بنود ومراحل الاتفاق المذكور، من أجل المضي قُدُماً في توفير الشروط الأساسية للعيش لأهل غزة، بعد الدمار الكلي الذي خلَّـــفته سنتان كاملتان من حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. كما يُنادي الحزبُ إلى منع الكيان الصهيوني من افتعال العراقيل تِلْوَ الأخرى أمام الإدخال السلس للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

إلى ذلك، يؤكد حزبُ التقدم والاشتراكية أن الأوضاع بفلسطين، اليوم، بتعقيداتها الشديدة، تستدعي توحيد صفوف الشعب الفلسطيني، لضمان تدبير شؤونه بنفسه، وتفادي فرض “الوصاية والحــــجْــــرِ” عليه.  وبهذا الصدد، يُعرب الحزبُ عن تأييده التام لكل النداءات الصادرة عن قوى وطنية فلسطينية، من أجل تماسُكِ الصف، في كَنَفِ إطارٍ فلسطيني موحَّد يَضّمُّ كافة الفصائل، بغاية رفع كلمة الشعب الفلسطيني، وبأفق نيل جميع حقوقه الوطنية المشروعة.

برنامج العمل

أما فيما يتعلق ببرنامج عمل الحزب، فقد نَـــــوَّهَ المكتبُ السياسي بنجاح الأنشطة السياسية التي تمَّ تنظيمها مؤخراً، ومنها اللقاء التواصلي الذي ترأسه الأمين للحزب مع الشباب بجماعة آيت أوريبل في إقليم الخميسات، في إطار جولات ومبادرة الحزب “2030.. نربحو كاملين”؛ وكذا اللقاء التأطيري الذي ترأسه الأمين العام مع الأطر الشابة بإيموزار كندر في الجامعة الشبابية التي تنظمها منظمة الطلائع أطفال المغرب؛ فضلاً عن الندوة التي نظمها قطاع المحامين للحزب حول “احتجاجات الشباب: أية قراءات حقوقية وسياسية؟”؛ والندوة التي نظمتها منظمة الشبيبة الاشتراكية حول “كيف يمكن تحويل مطالب الشباب إلى برامج ومشاريع عملية؟”؛ وأيضاً ندوة “التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة رافعة للتنمية المستدامة” التي نظمها كل من منتدى المناصفة والمساواة ولجنة المساواة وحقوق النساء؛ والورشة التفاعلية مع الشباب تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والتي نظمتها مؤسسة علي يعتة.

كما تناول المكتب السياسي برنامج عمل الفترة المقبلة، ولا سيما فعاليات الجامعة الخريفية للشباب التي ستنظمها منظمة الشبيبة الاشتراكية، ببوزنيقة في الفترة ما بين 23 و26 أكتوبر الجاري، تحت شعار “نحو استرجاع الثقة”، والتي ستعرف في يوم اختتامها لقاءً تواصليا للأمين العام للحزب مع الشباب المشارك فيها. وذلك بالإضافة إلى أنشطةٍ أخرى مبرمجة ويتم التحضير لتنظيمها من طرف كل مؤسسة علي يعتة ولجنة المساواة وحقوق النساء.

 

وحُرر بالرباط، في 21 أكتوبر2025