مباحثات فلسطينية – مغربية حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ونتائج اللقاء الفلسطيني في موسكو

 

الرفيق الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، يتلقى اتصالا هاتفيا من الرفيق يوسف أحمد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤول العلاقات الفلسطينية المغاربية في الجبهة

الجمعة 08 مارس 2024

 

في إطارتتبع ومواكبة حزب التقدم والاشتراكية للأوضاع السياسية الفلسطينية، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد آلة القمع الصهيونية، تلقى الرفيق الأمين العام للحزب اتصالا هاتفيا من الرفيق يوسف أحمد، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤول العلاقات الفلسطينية المغاربية في الجبهة.

ونقل الرفيق يوسف أحمد، خلال إتصاله تحيات الأمين العام والمكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة وكافة مناضلاتها ومناضليها، إلى حزب التقدم والاشتراكية وكل مناضلاته ومناضليه، وكذا إلى عموم الشعب المغربي.

بهذا الصدد، أكد الرفيق يوسف أحمد على “أننا نُراهنُ دوماً على الشعب المغربي في دعم القضية الفلسطينية العادلة، ونتابعه بكل فخر وهو يخرج يومياً بالمدن المغربية معبراً عن انحيازه المطلق للقضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وعن رفضه للمجازر والعدوان والحصار الإسرائيلي، مجسداً بهذا الموقف الأصيل صوت الضمير العربي الرافض لكل أشكال القهر والظلم والاحتلال والعدوان”.

كما وضع الرفيقُ يوسف أحمد الأمينَ العام لحزب التقدم والاشتراكية في صورة تطورات العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 155 يوماً، وجرائم الحرب والإبادة اليومية المستمرة التي تقودها الحكومة الفاشية الصهيونية، بقيادة العصابة النازية الجديدة، برئاسة بنيامين نتنياهو، حيث يقدم الشعبُ الفلسطيني ومقاومتُهُ التضحيات الغالية، من حياة مقاتليه الأبطال وأطفاله الأبرياء والنساء والمسنين. كما يقدم للعالم الصورة المشرفة لشعب فلسطين الرافض على الدوام الخنوع والاستسلام والمساومات البائسة والتذلل والاستجداء والرهان على الوعود الكاذبة، ثابتاً على خياره التاريخي في المقاومة بكل أشكالها، إلى أن يتحقق الظفر بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأكد الرفيق يوسف أحمد للرفيق الأمين العام، خلال هذا الاتصال، بأن حرب الإبادة وسياسة التجويع والحصار التي تنفذها عصابات الاحتلال، في قطاع غزة، تهدف الى ضرب صمود الشعب الفلسطيني والضغط على المقاومة، بعدما فشل الاحتلالُ في تحقيق أيٍّ من الأهداف التي أعلنها منذ بداية العدوان. وهو يسعى، الآن وبدعم أمريكي سافر، إلى اطالة أمد العدوان بتغطيةٍ من إدارة بايدن التي تواصل استخدام الفيتو في وجه كل المشاريع المقدَّمة لمجلس الأمن، والتي تدعو إلى الوقف الشامل والتام لإطلاق النار. كما تُناوِرُ هذه الإدارة بنفاقها عبر إنزال مساعدات من الجو، في مسرحية مكشوفة تحاول من خلالها التهرب من مسؤوليتها في دعمها للاحتلال بجرائمه ومجازره في حق المدنيين، وبحصاره الذي يهدد حياة أكثر من مليون جائع مهددين بالموت، منهم 70% من النساء والأطفال.

كما تطرق الرفيق أحمد يوسف في اتصاله إلى مسار المفاوضات بشأن تبادل الأسرى، حيث أشار إلى التعقيدات والشروط التي تضعها حكومة الاحتلال الصهيوني، بهدف التهرب من إتمام “الصفقة” نتيجة إصرار هذه الحكومة على مواصلة العدوان والمجازر، والتهديد باقتحام رفح، والسعي نحو فرض التهجير على أبناء القطاع. لكن الشعب الفلسطيني ومقاومته، بكل فصائلها، تابثة وصامدة، وأخذت خيارها وقرارها بمواجهة العدوان ورفض التهجير وإفشال كل المخططات الاستعمارية العنصرية. “فهذه الحرب سنخوضها بقوة وعزيمة وإرادة، وهَـــمُّنَا الأساسي اليوم هو وقف المجازر والتصدي للعدوان الإسرائيلي الإجرامي وحرب الإبادة الجماعية التي تشنّها قواتُ الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلتين، والعمل من أجل فك الحصار وإدخال المساعدات وفرض انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وإطلاق سراح الأسرى، ومواجهة كل المشاريع والسيناريوهات التي تحاول القفز فوق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في تحرير الأرض، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 1967، وتطبيق القرار 194، الذي يكفل للاجئين من أبناء شعبنا، حقهم المقدس في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها قسراً، منذ العام 1948”.

أيضاً، أخبر الرفيقُ يوسف أحمد الرفيقَ الأمين العام بنتائج اللقاء الفلسطيني الذي انعقد في موسكو، يوميْ 29/02 و01/03/2024، بدعوة من وزارة الخارجية الروسية ومعهد الدراسات الشرقية بالوزارة، وبمشاركة 14 فصيلاً فلسطينياً، إذ ترأس وفد الجبهة الديمقراطية لهذا اللقاء نائب الأمين العام للجبهة الرفيق فهد سليمان وضم إلى جانبه الرفيق معتصم حمادة عضو المكتب السياسي. وقد قدمت في هذا اللقاء الجبهةُ رؤيتها الوطنية الفلسطينية الكفاحية الجامعة التي تشكل أساساً لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة المؤسسات الفلسطينية، لتكون الإطار الجامع لكل الفلسطينيين، حيث تشارك فيها كل القوى، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي، مع ضرورة توحيد الجهود والاتفاق على استراتيجية نضالية وكفاحية، والعمل الحثيث على وقف الحرب الهمجية على شعبنا في قطاع غزة، واستئناف إمداده بكل مقومات الحياة.

ونقل، كذلك، الرفيق يوسف أحمد الأجواء والنتائج الايجابية التي خرج بها اللقاء المذكور، والتي جرى التعبير عنها في البيان الختامي الذي أكد على استمرار جولات الحوار للوصول إلى إنجاز الوحدة الوطنية الشاملة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتصدي للعدوان الاسرائيلي وحرب الإبادة، وإفشال محاولات التهجير، ومواجهة الاستيطان، والعمل من أجل فك الحصار عن القطاع والضفة، وإيصال المساعدات والاحتياجات بدون قيود، وفرض الانسحاب على الاحتلال من القطاع، ورفض محاولات فصل القطاع عن الضفة والقدس..، وإسناد صمود شعبنا ومقاومته الباسلة وأسراه الأبطال والتصدي لانتهاكات الاحتلال المستمرة ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والعمل على حماية وكالة الأونروا.

كما أكد الرفيق يوسف أحمد ع حرص الجبهة على استكمال جولات الحوار للوصول الى الاتفاق الوطني الشامل الذي ينهي حالة الانقسام ويُمَكِّن الشعب الفلسطيني من مواجهة التحديات والمخاطر واستثمار التضحيات الكبرى التي يقدمها من أجل تحقيق الإنجازات الوطنية.

ومن جانبه، عبر الأمين العام للحزب، الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، عن التزام حزب التقدم والاشتراكية بقضية فلسطين وبالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وبرفض كل أشكال العدوان والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أكد على دعم الحزب لنضال ومقاومة الشعب الفلسطيني ضد سياسة الإرهاب والاستيطان والعنصرية والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية التي تقودها الحكومة الصهيونية المتطرفة في ظل الصمت واللامبالاة دولياً والدعم الامريكي اللامحدود للكيان الصهيوني وسياساته العدوانية.

وأكد الرفيق الأمين العام بأن حزب التقدم والاشتراكية، وعموم الشعب المغربي، سيظل إلى جانب الشعب الفلسطيني، وسيواصل نضاله ومساندته له حتى يتمكن من استعادة أرضه وحقوقه المشروعة في مواجهة كل المخططات الاستعمارية الصهيونية والحصار والتهجير والاستيطان. كما سيواصل الحزبُ تحركاته ومساندته المطلقة لكفاح الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة في العودة والحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

كما أعرب الرفيق الأمين العام عن ارتياحه للأجواء الإيجابية التي سادت في لقاء موسكو. وشدد على أهمية مواصلة هذه الجهود لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، باعتبارها صمام الأمان الذي يُمَكِّنُ الشعبَ الفلسطيني من تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية وإفشال أهداف العدوان، مثمنا دور ومواقف الجبهة الديمقراطية ونضالاتها وحرصها على الوحدة الوطنية وتوحيد الصف الداخلي الفلسطيني.