كلمــــــة النائب الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، في الجلسة العمومية المشتركة لمجلسي البرلمان، بخصوص: “قرار مجلس الأمن رقم 2797 في شأن القضية الوطنية”

 

كلمــــــة

السيد النائب رشيد حموني

رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب

في الجلسة العمومية المشتركة لمجلسي البرلمان

بخصوص:

“قرار مجلس الأمن رقم 2797 في شأن القضية الوطنية”

 

 

 

 

الاثنين 03 نونبر 2025-  الساعة 14:00

 

السيد رئيس مجلس النواب المحترم؛

السيد رئيس مجلس المستشارين المحترم؛

السيدات والسادة أعضاء البرلمان المغربي؛

هذه لحظةٌ تاريخية، ستظلُّ راسِخةً في صفحاتِ المجدِ المغربي، أَبَى جلالةُ الملك محمد السادس نصره الله إلا أن يَــــتقاسَمها مع الشعبِ المغربي، من خلال خطابٍ ملكيٍّ سامي، ستبقى عِباراتُهُ محفورةً في الأذهان وفي الوِجدان؛

هذه لحظةٌ حاسمةٌ وفارقةٌ في مسيرة كفاحِ الشعب المغربي في سبيل توطيد وحدته الترابية؛

وهذه لحظةٌ تستحقُّ، فعلاً، الفرحَ والابتهاج؛ لأنها تَحوُّلٌ جذريٌّ؛

ولأنها لحظةُ انتصار العدل…. وظُهورِ الحقِّ، بعد أن زَهقَ الباطلُ… إنَّ الباطلَ كان زَهُوقَــــا.

فها نحنُ، اليوم، أمام قرارٍ فارِقٍ لمجلس الأمن، رقم 2797، يُكَرِّسُ أنَّ الحلَّ الوحيد للنزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية هو مبادرةُ الحُكم الذاتي في كَنَفِ السيادة المغربية؛

وبهذه المناسبة العظيمة، نتوجه أولاً، في فريق التقدم والاشتراكية، بالتهنئة الصادقة والخالصة والحارة، إلى جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، على هذا الإنجازِ الهائل الذي سَيَتَخَلَّدُ باسمه في صفحات التاريخ المشرق للمغرب والمغاربة؛ إلى جانب المسيرة الخضراء المظفَّرة، التي أبدعَهَا جلالةُ الملك الحسن الثاني رحمه الله، والتي سنحتفل قريباً بذكراها الخمسين… واستكمالاً لمسيرة التحرير والاستقلال التي قادَها أبُ الأمة، جلالة الملك محمد الخامس، طيب الله ثَرَاه.

نعم، منذ اعتلاء جلالته العرش، قادَ جلالتُهُ ديبلوماسيتنا الوطنية، بحِكمة وحزم، بجرأةٍ وإقدام، وبقوةٍ هادئة… فكان دوماً، بشكلٍ رائد، المدافعَ الأمينَ عن الشرعية والمشروعية، وعن حقائق التاريخ، بأنَّ الصحراء مغربية.. وستظل مغربية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.

هكذا، غَيَّرَ المغربُ الموازين، من خلال مبادرة الحُكم الذاتي منذ 2007؛ ثم انتقلنا من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير… وتوالت الانتصاراتُ والاعترافاتُ الوازنةُ والواسعة بمغربية الصحراء وبمصداقية مقترح الحكم الذاتي… بِمَا خَلقَه من ديناميةٍ هائلة لفائدة بلادنا على الصعيد الدولي؛ مما يُترجم أنَّ التوجُّه العالمي صار عارِماً من حيثُ الانتصارُ لحقِّ المغرب في وحدته الترابية؛

وهي مناسبة لنتوجه بالشكر والتقدير إلى كل الدول الشقيقة والصديقة التي ساندت بلادَنا في سعيْها نحو توطيد وحدتها الترابية؛

وفي هذا السياق، يتذكرُ الجميعُ الوَقْعَ الكبير والمؤثِّر لتأكيد جلالة الملك على أنَّ ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر بها المغربُ إلى العالم، والمعيارُ الواضح والبسيط الذي يَقِيسُ به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات.

وبهذه المناسبة المفصلية في تاريخنا المغربي الحديث، نتوجه، في فريق التقدم والاشتراكية، بالتهنئة الحارة إلى كافة الشعب المغربي، الذي بَذَلَ، بثباتٍ وصُمود، تضحياتٍ جِسام، في سبيل وحدتنا الترابية…. وإلى كل ممثلات وممثلي الأمة على أدوارهم الكبيرة في إطار الديبلوماسية البرلمانية… وإلى كل القوى الحية على مجهوداتها في إطار الديبلوماسيات الموازية؛

وهذه لحظةٌ نترحم فيها على الأرواح الطاهرة لشهداء الوطن؛

ونُحَيّي، بإكبارٍ وتقدير، جميعَ القواتِ الأمنية والعسكرية، من قواتٍ مسلحة، وأمنٍ وطني، ودَرَكٍ ملكي، وقوات مساعِدة، ووقايةٍ مدنية، على تَجَنُّدِها الدائم، تحت قيادة جلالة الملك، للدفاع عن حوزة الوطن وأمنه واستقراره، وعن سيادة ووحدة وسلامة أراضيه.

إننا، اليوم، أمام صفحةٍ جديدة من مغربنا الحديث، نحنُ، كمغاربة، مستعدون لها، لاحتضان إخواننا الموجودين حاليا في تندوف، للمساهمة، يداً في يد وعلى قَدَمِ المساواة، في بناء مستقبل أقاليمنا الجنوبية في إطار المغرب الواحد الموحَّد.

إننا، اليوم، أمام صفحة جديدة، نأملُ أن يُغَلِّبَ فيها أشقاؤنا الجزائريون لغة الحِكمة، للاستجابة لنداء المغرب والمغاربة، من أجل العمل معاً على تجاوز الخلافات، وبناء علاقاتٍ جديدة ومثمرة، على أساس الاحترام والتعاون والحوار والأُخوة والثقة وحُسن الجوار… بما يُحيي أيضاً الاتحاد المغاربي.

وفي الختام، إنَّ صفحة بناء مستقبل الصحراء المغربية في إطار الحُكم الذاتي في كنف السيادة المغربية، هي مرحلةٌ تاريخيةٌ جديدةٌ تستلزم مواصلة تمتين الجبهة الداخلية على كافة المستويات، الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية، والارتكاز على نهج الإصلاح والبناء، من أجل رفع تحديات هذه المرحلة، وتفعيل هذا الحل على أرض الواقع.

 

شكراً لكم.