بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ليوم الأحد 13 دجنبر 2020

عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعاً استثنائياً يوم الأحد 13 دجنبر 2020. وتداول في تطورات قضية وحدتنا الترابية، وفي علاقة بلادنا بالقضية الفلسطينية، على ضوء مضمون الاتصالين الهاتفيين اللذين أجراهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع كل من السيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في شأن إقرار بلاده بمغربية الصحراء، ومع السيد محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، بخصوص تأكيد دعم المغرب للقضية الفلسطينية.

وقد عَــبَّــرَ المكتب السياسي عن تقديره العالي وتثمينه العميق للمجهودات الكبيرة التي بذلها جلالةُ الملك وأفضت الى الإعلان عن هذا الموقف الأمريكي غير المسبوق حول مغربية الصحراء الذي يُشكل لحظةً فارقة إيجابية في مسار النزاع المُفتعل حول وحدتنا الترابية. كما أكد المكتب السياسي أن هذا الاعلان يجسد تحولا تاريخيا هائلا باتجاه الحسم النهائي لملف قضيتنا الوطنية، على أساس الخيار الواقعي الوحيد المتمثل في الحكم الذاتي في كَــنَفِ السيادة المغربية على أقاليمنا الجنوبية. ويأمل حزبُــنا في أن يُحــسِــنَ إخوانُــنا المغاربة بتندوف والقوى الحية في الجزائر الشقيقة التقاط هذه التطورات بما يُسهم في بناء وتقدم المغرب الكبير.

بالموازاة مع ذلك، أشاد المكتب السياسي عالياً بمضمون الاتصال الهاتفي الثاني الذي أجراه صاحبُ الجلالة الملك محمد السادس مع السيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. وذلك بالنظر إلى ما حمله هذا الاتصال من تأكيد قوي على أن القضية الفلسطينية ستظل بالنسبة للمغرب، مَــلِكًا وحكومةً وشعباً، في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وعلى أن بلادنا ستواصل دعمها الثابت لنضالات الشعب الفلسطيني من أجل إقرار حقوقه الوطنية المشروعة، على أساس التفاوض السياسي المُثمر، وحل الدولتين، مع ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف.

في هذا السياق، تناول المكتب السياسي الخطوات المُعلن عنها من قِــبَلِ المغرب إزاء إسرائيل، بالنظر إلى الروابط الخاصة والمتميزة التي تجمع أفراد الجالية اليهودية من أصل مغربي، ومنهم مئات الآلاف من اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل، بوطنهم الأصلي. وسَــجَّـــلَ إيجاباً ما أعرب عنه صاحبُ الجلالة من عزم المغرب توظيفَ كل هذه التدابير السيادية لبلادنا في دعم سلام عادل بالمنطقة، من دون أي تفريطٍ في الالتزام الدائم للمغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة.

إن حزب التقدم والاشتراكية، وهو يُسجل باعتزازٍ كبير الخطوة الفاصلة التي يشكلها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، لَــيُؤكد عزمه الراسخ مواصلةَ تعبئته ودفاعه المُستميت على وحدتنا الترابية التي ناضل من أجلها الشعب المغربي لمدة عقود، بقيادة مِقدامة وحكيمة للمؤسسة المَلكية، وقــدَّمَ في سبيلها تضحياتٍ جسام، وذلك بغاية الإقرار التام والنهائي للحقوق الوطنية المشروعة لبلدنا وتثبيت سيادته على كافة ترابه.

وبنفس العزم والتصميم، سوف يواصل حزب التقدم والاشتراكية نضالَهُ، إلى جانب كافة القوى الوطنية الحية والتواقة إلى السلام والعدل والتحرر، من أجل نُصرة قضية الشعب الفلسطيني، باعتبارها قضية وطنية، وذلك حتى نيل الشعب الفلسطيني حقوقَــهُ كاملةً، وفي مقدمتها الحق في بناء دولته الوطنية المستقلة، في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

في هذا السياق، فإن حزب التقدم والاشتراكية يجدد شجبه الصريح والقوي لكل السياسات العدوانية والعنصرية التي تنهجها إسرائيل منذ عقود إزاء الشعب الفلسطيني المُكافح. كما يؤكد على أن الخطوات الانفتاحية إزاء إسرائيل تفرض على هذه الأخيرة إيقاف سياسات التنكيل والقمع والتقتيل إزاء الشعب الفلسطيني المقاوِم، والعدول عن تعنتها وجبروتها وغطرستها وانتهاكاتها المُدانة، وإنهاء احتلالها للجولان، والتخلي عن سياسات الاستيطان والضم، والشروع، بالمقابل، في بلورة مقاربة سياسية سلمية حقيقية تُــفضِــي إلى إقرار كافة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. فَــعَــلَــى هذه الأسس اللازمة التي تقتضي بالضرورة من إسرائيل التحول إلى دولة عادية تحترم المشروعية الدولية وتتقيد بالقانون الدولي، يتعين بناءُ وتطوير علاقات جديدة، بما يتيح إمكانية فتح الآفاق لِـــيَــعُــمَّ المنطقةَ السلمُ والتعايشُ والاستقرارُ والنماء والازدهار.