عائلة فقيدِنا سي سعيد إدبعلي رحمة الله عليه؛ أصدقاءه ومعارفه؛ الرفيقات والرفاق؛
ضيوف حزبنا الأفاضل؛
نلتئم، اليوم، في هذا المحفل الحزين، تأبيناً واستحضاراً لروح فقيدنا الراحل، سي سعيد إدبعلي تغمده الله بواسع رحمته؛
بعد أن ودعناه في الفاتح من دجنبر الماضي، وداعاً أليماً وعسيراً، لم يصبر فيه أيُّ واحدٍ منا على وَجَعِ الفراق؛
إنه رجلٌ عرفناه منذ نحو عشر سنوات، كانت بِــــزخمها وعطاءاتها، مثلُ عشرات السنين؛
إنه رجلٌ بعنوان الوفاء: الوفاء لحزب التقدم والاشتراكية، الوفاء لعلاقات الصداقة، الوفاء للعائلة؛ والوفاء للقيم الأصيلة والمبادئ وعلى ذكر الوفاء تعلمون جميعاً أن الفقيد تعرض منذ سنوات وخاصة قبل انتخابات 2022 إلى إغراءات عديدة رفضها طبعاً وكان يؤكد لي في كل اتصال تم بيننا على ضرورة أن أطمئن لأنه لن يغادر حزب التقدم والاشتراكية مهما كان لأنه أي الحزب حزب الرجال كما كان يقول المرحوم؛
وإنه رجلٌ بعنوان القوة الهادئة، حيث نادراً ما رأينا فقيدنا سي سعيد متوتراً أو صاخباً، لكنه كان يعرفُ ما يريد، يحدِّدُ الأهداف بدقة، ويعمل لأجل تحقيقها بإصرار لكن دون ضجيج؛
وأبرز ما تميز به سي إدبعلي، رحمه الله، أنه كان متعلقاً أشد ما يكون التعلق بقضايا إقليم الصويرة، مدافعا، مترافعاً عنها بعزيمة وثبات؛
فكان موقعه في البرلمان شاهداً على ذلك، من خلال لقاءاته وتدخلاته وأسئلته ومبادراته، التي شكَّـــــلَتِ الملفاتُ المحلية للمواطنات والمواطنين محورَهَا وأساسَها؛
وأشهد أنه عندما كنتُ أتحمل مسؤولية وزارة السكنى، كان شغله الشاغل في أحاديثي ولقاءاتي معه، سواء في الرباط أو في الصويرة، هو كيف يخدُمُ جماعات إقليم الصويرة، وكيف ينهض بإطار العيش فيها، وكيف يجلب للجماعات مشاريع وبرامج تصون كرامة الصويريين؛
ويشهد على ذلك، بالمثل، كل وزراء حزبنا؛ في الماء، والتشغيل والثقافة والصحة؛
وكان الرجل كريما، بشهادة الجميع، لا يبخل بعطاء، ولا يردُّ سائلاً، ولا يرفض جميلاً، فاكتسب بذلك حب الجميع واحترام وتقدير الجميع؛
وكانت له في حزبنا مكانة كبيرة، استحقها عن جدارة، حيث لطالما اعتبرناه في قيادة الحزب رجل الثقة ورجل العمل ورجل المبادرة…………. رجلاً نعتمد عليه في الإقليم، طبعاً إلى جانب كل المناضلات والمناضلين، بمن فيهم رؤساء الجماعات والمنتخبات والمنتخبين؛
فمصداقيته وديناميته هما ما أعطيا للرجل كل تلك الشعبية التي كان يتمتع بها في الإقليم، فكانت نتائجه الانتخابية الهائلة شاهدا على ذلك؛
كما كانت علاقاته مع الرؤساء مبنية على الاحترام والتقدير والثقة المتبادلة؛
هكذا، كان الرفيق الفقيد سعيد إدبعلي عضوا باللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، ونائبا برلمانيا عن دائرة إقليم الصويرة منذ سنة 2016؛
وكان بالتالي أحد الفاعلين السياسيين والمناضلين البارزين بهذا الإقليم؛
فالراحل، سي سعيد إدبعلي، مشهودٌ له بالجدية والالتزام السياسي، وبنضال القرب، وبالدينامية الكبيرة، وله تجذُّرٌ جماهيري، حيث كان، رحمه الله، يحظى بتقدير رائعٍ في حزبه، وفي فريقه النيابي، ولدى جميع الأوساط المحلية؛
وأشهد أن الرجل قد حمل، طوال مساره الحافل، هواجس وهموم الناس البسطاء، بلا تذمُّرٍ، فكان مثل الشمعة التي تضيء لتُنير طريق الآخرين؛
وظل منشغلاً بتطوير الحزب وتوسيع نفوذه بالإقليم، إلى آخر رمقٍ من حياته، حيث لم تنقطع أبداً صلاتُهُ واتصالاته معنا في الحزب، حتى وهو يواجه المرض اللعين؛
وكان الراحل مُقبِلاً على الحياة، مُحبًّا لفعل الخير، لا يُثنيه في ذلك شيء؛
وكان قلبه مفعماً بالتسامح والصَّفح، بدليل أنه ليلةً واحدةً قبل وفاته، أصرَّ على جمع العائلة، في محفلٍ عائليٍّ بمثابة الوداع الجميل؛
سنفتقدك يا رفيقي، سي سعيد إدبعلي، سنفتقد أدوارك، سنفتقد صوتك وشراستك في الدفاع عن المقهورين والمستضعفين، سنفتقد فيك الرفيق والصديق والأخ والمناضل الذي لا يَكَلُّ ولا يَمَل؛
لكننا سنبقى حافظين الذكرى بيننا، وسنبقى على عهد الوفاء؛
وسنتعامل مع إرثك النضالي والرمزي بكل ما ينبغي من التقدير والوفاء؛
نَمْ قرير العين يا رفيقي، فلقد تركتَ وراءك نساءً ورجالاً مثلك في الصبر والإصرار والنضال، وستظل مكانتك بيننا متميزةً إلى أبَدِ الآبِدِين؛
وسنواصل، مع كل المناضلات والمناضلين بالصويرة، ما بدأتَه، وما لم تكمله، حين خطفك الموتُ من بين أعيننا؛
تغمد اللهُ الفقيدَ سعيد إدبعلي بواسع الرحمة والمغفرة، وأسكنه فسيح جناته، وأجزل له الأجر على ما قدمه من خدماتٍ إلى وطنه ومجتمعه وإقليمه وحزبه. وألهمَ اللهُ جميعَ أفراد أسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة الصبر والسلوان وحُسن العزاء.
الصويرة في 26 يناير 2025