حاجة البلاد إلى… العمل

0

بقلم محتات الرقاص –

يصل شهر رمضان إلى نهايته، ويفرح المؤمنون بما بذلوه خلاله من جهد لصيامه وقيامه، كما يتطلعون إلى استقباله من جديد العام القادم بكامل طقوسه الاجتماعية والدينية.

ولكن شهر الصيام صار لدى عديد أوساط ومصالح إدارية واقتصادية فترة للصوم أيضا عن العمل وعن إنجاز معاملات الناس، ما يجعله شهر توقف الحركة في الكثير من المجالات، وانتشار الكسل وضعف الإنتاجية والامتناع عن القيام بالواجب المهني، وكل هذا تجب مواجهته بالتوعية والتحسيس، لكن أيضا بتطبيق القوانين ذات الصلة، ذلك أن بلادا مثل بلادنا لا تتحمل شهرا كاملا من اللاعمل في ميادين الإدارة والاقتصاد وقضايا التنمية والبناء.

اليوم، وفور انتهاء عطلة العيد يجب أن تعود عجلة الحياة الإدارية والاقتصادية إلى الدوران، وأن تنكب مختلف الدوائر الرسمية وغيرها على تسريع وتيرة أعمالها من أجل إنجاز الإصلاحات المطلوبة، ولا يجب إضافة شهور الصيف والعطلة إلى شهر رمضان.

إن من أهم مثل الدين الإسلامي وتعاليمه هناك التحفيز والحث على العمل، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصلحة الأمة وقضايا الناس، ولهذا فالدرس الجوهري المطلوب اليوم تمثله والعمل به هو محاربة الكسل وجمود الآلة الإنتاجية والإدارية، والتحرك للعمل، ولتمتين منظومة انجاز البرامج والمشاريع التنموية والتجهيزية، وإعمال الإصلاحات التي يتطلع اليوم شعبنا إلى رؤيتها على أرض الواقع.

اليوم قضية إصلاح التعليم وإعطاء الإشارات القوية عن بداية التغيير صارت أولوية، وإصلاح أنظمة التقاعد وصندوق المقاصة أيضا يعتبر أولوية، وكذلك تطوير المنجز السكني للفئات الفقيرة والمتوسطة من شعبنا، وتحقيق خطوات شجاعة في مجال التشغيل، ثم التقدم أكثر إلى الأمام في مجال الصحة، وأيضا في محاربة الفساد وإصلاح العدالة وتطوير دولة القانون والمؤسسات، سواء في المجال السياسي أو في المجال الاقتصادي، والنجاح في تنظيم الانتخابات المرتقبة وتأهيل الممارسة السياسية والانتخابية والبرلمانية، وانجاز القوانين والآليات الواردة في الدستور، والنهوض بالإعلام وتطوير الديبلوماسية…

كل ما ذكر أعلاه يمثل اليوم أولوية في البلاد، ولا مجال لمزيد من التباطؤ أو التلكؤ أو التأخير، ذلك أن الوقت لم يعد هو الوقت، وإيقاع السير عبر العالم صار مختلفا ولا يقبل أي بطء أو سوء تقدير.

إذ نبارك لشعبنا انتهاء شهر الصيام وحلول عيد الفطر، فإننا نأمل أن يكون قد خرج من رمضان بكثير حماس وعزم للعمل وللتعبئة من أجل تقدم بلادنا وإنجاح كل أوراش الإصلاح والتنمية والديمقراطية.

ومن جهة ثانية، يحل عيد الفطر هذه السنة متزامنا مع تخليد الشعب المغربي للذكرى الخامسة عشرة لعيد العرش المجيد، وهي المناسبة التي يجدد خلالها المغاربة ولاءهم وارتباطهم بالمؤسسة الملكية، كما يجدد المغرب بمختلف مؤسساته ومكوناته الالتزام الجماعي بالسير إلى الأمام لتطوير بناء مشروعه المجتمعي المرتكز إلى قيم الديمقراطية والتقدم والحداثة والمساواة والانفتاح، والتعبئة من أجل صيانة الوحدة الترابية للبلاد وحماية أمنها واستقرارها.

ومن المؤكد أن خطاب جلالة الملك بمناسبة ذكرى تربعه على العرش سيجدد التأكيد على هذا الالتزام القوي، وسيعرض توجهات المرحلة المقبلة وأولوياتها، لتكون بمثابة خارطة طريق المملكة للعام القادم.

المناسبتان معان يجسدان رمزية الدعوة إلى العمل والى تطوير الأداء العام والرفع من وتيرته خدمة لتطلعات شعبنا ورهانات بلادنا.