في اطار انشطة لقاءات الشباب بوزارة الشباب والرياضة نظم المركز الوطني للإعلام و التوثيق للشباب يوم الأربعاء 19 نونبر 2014،مائدة مستديرة تمحورت حول موضوع الشباب و ::الاستحقاقات الانتخابية، و التي أطرها الرفيق أمين سنوني عضو الشبيبة الاشتراكية.
نظم المركز الوطني للإعلام و التوثيق للشباب يوم الأربعاء 19 نونبر 2014، مائدة مستديرة تمحورت حول موضوع الشباب و الاستحقاقات الانتخابية، و التي أطرها السيد أمين سنوني عضو شبيبة حزب التقدم و الاشتراكية. الشاب جمال بلحسن الذي أدار الحوار و هو طالب بالمعهد العالي للإعلام و الاتصال، أشار في الكلمة التمهيدية إلى تفاقم ظاهرة عزوف الشباب عن الممارسة السياسية و هو ما تؤكده النسبة المتدنية لمشاركة هذه الفئة في الاستحقاقات الانتخابية. و تهدف هذه المائدة إلى مناقشة أسباب و عوامل هذا العزوف، و أيضا الوسائل و الطرق الكفيلة لتحفيز الشباب و تشجعيهم على المشاركة السياسية.
و قبل طرح مجموعة من الأسئلة المرتبطة بالموضوع، حرص المنشط على تقديم ورقة تعريفية لمؤطر هذه المائدة المستديرة: فالسيد أمين سنوني شاب في مقتبل العمر من مواليد سنة 1989 بالدار البيضاء، التحق بعد حصوله على البكلوريا بمدرسة علوم الاعلام بالرباط لينال دبلوم إعلامي ثم شهادة السلك العالي للماستر(إعلامي مختص)، ثم دبلوم الماستر المهني من المدرسة الوطنية للتجارة و التسييربسطات، عمل كمسؤول للتواصل بالصندوق الوطني للضمان الإجتماعي من شتنبر إلى دجنبر 2014، ثم عين إطارا عاليا بالمندوبية السامية للتخطيط منذ يناير 2014 و تحديدا بمديرية مدرسته الأم كرئيس لمصلحة التداريب و الخدمات للمقاولات كما يعمل كمحرر إلكتروني بموقع رياضي، و موازاة مع ذلك فهو يهيئ شهادة الدكتوراه بجامعة باريس 8 بفرنسا و تأطير مشترك مع مدرسة علوم الإعلام، إلى جانب نشاطه الدراسي و المهني، فالسيد سنوني له اهتمامات حزبية و جمعوية، فهو رئيس سابق لمجموعة من الجمعيات وله تجارب متعلقة بالتمثيلية الطلابية، و الرئيس المؤسس للمجموعة المغربية الشابة للسياسة و الإقتصادية، و عضو شبيبة حزب التقدم و الاشتراكية وفرعه بعين السبع بالبيضاء، و مستشار بالحكومة الموازية مكلف بملف التواصل
و كانت البداية بسؤال حول نفور الشباب المغربي من السياسة، حيث أكد السيد سنوني على أهمية موضوع هذه المائدة المستديرة، لا سيما أن بلادنا مقبلة على مسلسل انتخابي ( ممثلي المأجورين،المجالس المحلية، مجلس المستشارين، المجالس الجهوية..) سيعيش معها المغرب ما يمثل حقا بالعرس الديمقراطي الذي يفرض على الجميع الانخراط و المشاركة الفعلية من أجل إنجاحه. أما فيما يتعلق بنفور الشباب من السياسة؛ فهي ظاهرة تثير القلق و تدعونا إلى وقفة تأملية من أجل دراستها و تشخيص أسبابها و طرح الحلول من أجل تجاوزها، فرغم غياب احصائيات دقيقة و مفصلة تمكننا من معرفة نسبة عزوف الشباب عن الممارسة السياسية كما هو الشأن في الدول الغربية، إلا أن الملاحظ أن شبابنا يعيش أزمات ومشاكل (بطالة، تهميش، انحراف…) و ليست لديه رؤية مطمئنة لمستقبله، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية التي تعرفها بلادنا.
و حول المواصفات التي يجب توفرها في الشاب الذي يرغب في المشاركة في العمل السياسي، يرى السيد سنوني أن السياسة في معناها البسيط هي المشاركة في تسيير الشؤون العامة، لذا يتوجب على الشاب أن يكون مؤهلا للعمل في هذا المجال من خلال امتلاك رصيد معرفي و اكتساب التجربة الضرورية، فضلا عن ضرورة التحلي بالتواضع و الصبر و الرغبة في المساهمة في تحقيق المصلحة العامة. و من شروط العمل السياسي أيضا الإنصات الجيد للآخرين وتقبل آرائهم و مقارعة الحجة بالحجة و عدم الانسياق وراء الاستفزازات، و لا ضير من السعي إلى تحقيق الطموحات شخصية و لكن في إطار مشروع بعيدا عن السلوكات ذات الطابع الانتهازي و الوصولي.
و بخصوص دور الأحزاب في تأطير الشباب و سياستها التواصلية من أجل استقطاب هذه الفئة و تشجيعها على الممارسة السياسية. وجه السيد أمين دعوة إلى الشباب يحضهم فيها على أخذ المبادرة و الانخراط في الأحزاب التي تتوافق مع قناعاتهم الشخصية، و النضال داخلها بصمود و ثبات من أجل المساهمة في تحقيق التغيير المنشود و في بناء وطن تسوده العدالة و الديموقراطية، لأن الاكتفاء بالتباكي و التذمر المستمر حول الأوضاع لن يفيد الشباب في شيء بل يترك المجال للانتهازيين و عديمي الكفاءة لتحمل مسؤولية تسيير الشأن العام وتقرير مصير المواطنين. كما حمل السيد أمين مسؤولية نفور الشباب من السياسة إلى الأحزاب التي من المفترض أن تساهم فعلا في تأطير المواطنين بصفة عامة؛ حيث أصبح من العسير حاليا التمييز بين أحزاب ذات توجه يميني وتلك التي تتبنى فكرا يساريا، كما يلاحظ تشابها في برامجها الانتخابية و كأنها نسخة واحدة، فضلا عن غياب سياسة للتواصل مع الشباب و مناقشة قضاياهم و اهتماماتهم؛ و هذا ما يدفع هذه الفئة إلى اللجوء (الفرار) إلى العالم الافتراضي للتعبير عن معاناتها و سخطها. فالشباب في حاجة إلى ما يصطلح عليه بحزب القرب الذي يعتمد سياسة تواصل مباشر لكونها أكثر جاذبية و فعالية و تساهم في خلق جو الثقة بين الطرفين.
و بالنسبة لتجربة حكومة الشباب الموازية، أوضح السيد سنوني أن الأمر يتعلق بمبادرة جمعوية لا زالت في مرحلة جنينية و بالتالي لا يمكن تقييم أدائها و انجازاتها بشكل موضوعي.و الهدف الأساس من هذه المبادرة هو تقديم اقتراحات و متابعة السياسة الحكومية، لكن للأسف، يضيف مؤطر اللقاء، أن هذه الحكومة الموازية تواجهها عدة صعوبات منها ما هو خارجي و منها ما هو ذاتي؛فباستثناء قلة من القطاعات الحكومية التي انفتحت على هذه التجربة، فمعظم الوزارات رفضت التعامل معها و مساعدتها، لذا من الصعب على هذه الحكومة القيام بمهامها بشكل أكثر فاعلية. ثم أن البعض من أعضائها استعمل هذه الحكومة لتحقيق مآربه الشخصية مع التنويه إلى أن البعض الآخر يضحي بماله و وقته من أجل القيام بمجموعة من المبادرات ثم أن هذه المبادرة ذات الطابع الجمعوي لا يمكن الانتظار الشيء الكثير منها، و الأمل معقود على المجلس الاستشاري للشباب الذي سيتم إحداثه بمقتضى الدستور الجديد، و هو مؤسسة وطنية سيراهن عليها من أجل بلورة استراتجية تروم تدبير و معالجة قضايا الشباب.
وعن دور الشبيبة الحزبية في استقطاب الشباب للعمل السياسي، يرى السيد أمين أن دور الشبيبة الحزبية في هذا المجال أهم من الحزب، فالشباب يمثل نسبة كبيرة من المجتمع المغربي إلا أن 10 في المائة فقط من هذه الفئة تمارس نشاطا حزبيا أو جمعويا، و هو رقم يدعو لاستغراب و القلق. و لكي تتمكن الشبيبة الحزبية من الاضطلاع بأدوارها يجب عليها أن تكون مستقلة في قراراتها عن قيادة الحزب و أن تتوفر على الظروف و الامكانيات لتصبح مشتلالتكوين النخب الشابة المؤهلة لتحمل المسؤوليات و الدفاع عن قضايا و حقوق الشباب.
وحول موقفه من حركة 20 فبراير، أشار السيد أمين أن هذه الحركة المستقلة التي انضمت إليها فيما بعد بعض الهيئات، لعبت دورا ضاغطا انبثق عنه دستور جديد تضمن مجموعة من المكتسبات المهمة، لكنها في نظره حركة محدودة في الزمن، بخلاف أن العمل و النضال السياسي يتطلب ممارسة بشكل متواصل في إطار الأحزاب السياسية وذلك من أجل الدفاع عن المواقف و المطالب المشروعة.و يضيف السيد سنوني أنه من المكتسبات المهمة التي نص عليها الدستور؛ ثمة مشروع الجهوية المتقدمة و الذي يراهن عليه من أجل تعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، فعمل المجالس الجهوية باستقلالية و دون وصاية و انفتاحها على المكونات الجمعوية من شأنه أن يحفز الشباب على المشاركة السياسية.
ركزت تدخلات الشباب المشارك في النقاش حول مجموعة من المحاور المرتبطة بموضوع هذه المائدة المستديرة و من ضمنها بالخصوص: تردي المشهد السياسي (الصراعات و غياب الديمقراطية داخل الأحزاب، الخطاب المتداول في البرلمان…) و أيضا إقصاء الشباب من الوصول إلى المراكز القيادية، الأمر الذي لا يشجع الشباب على الانخراط في النشاط السياسي. و أهمية دور الشباب في التنمية، و هو ما تعكسه الوثيقة الدستورية التي تنص على اعتماد مقاربة تشاركية و توسيع مشاركة الشباب. كما تم التطرق إلى الدور الذي يجب أن تلعبه الجامعة في عملية تأطير الشباب و تحفيزهم على المشاركة في النشاط السياسي، و أيضا الدعوة إلى توظيف تكنولوجيا الإعلام و التواصل في هذا المجال.